أستاذي الجليل البروفيسور محمد أيت حمزة، في اشتغال جديد على محكيات الذاكرة، هنيئا لنا بك معلما نموذجيا وصديقا غاليا.
وهذا بعض من أسباب النزول بتوقيع صاحب السيرة الذاتية/الجماعية:
من المؤكد أن كتابة السيرة الذاتية ليست مجرد عملية بسيطة، فهي ليست عرضا لأحداث لوحة مكتملة يسعى المرء إلى الكشف عن نقاط القوة والضعف فيها. فالكتابة عن الذات، محاولة لإبراز مساهمة الشخص في أحداث بدل الاكتفاء بالإيماءات من خلف الذاكرة الجماعية. فهي كشف عن رموز وسمت مراحل من رحلة الحياة، قصد الاستفادة مما استخلفت من الدروس.
نعم إن التجارب الذاتية، حتماً، تتكون من إخفاقات متتالية وبعض النجاحات أحيانا، لكن تأثيراتها الاجتماعية بليغة الأهمية. ويقتضي استعراضها وتقديمها للقراء ترميمها لفهم تأثيرات الزمن على معالمها، وكبح النزوات الذاتية للتقليل من تأثيرات « الأنا » اليقظة والتي ترفض الكشف عن الجوانب التي قد تضر بالشخص نفسه أو بمن معه…
من هذا المنطلق، طرحت السؤال منذ البداية عن الهدف من الكتابة في هذا المضمار: هل سأكتب فقط لأكتب؟ هل سأكتب لأساهم في حفظ الذاكرة الجماعية، ما الذي قد يهم الأخرين من تجربة حياتي في زمن تتسارع فيه الأحداث وبقوة، أليس من حق الأخرين، ومن حق أبنائي، الاحتفاظ بما قد يبدو جزء من حياتهم، ولو لتسهيل قياس المسافات بين الأجيال المتتالية ؟